الخميس، 24 أكتوبر 2013

 
ولد سام مور والتون في ولاية أوكلاهوما بالولايات المتحدة في مارس ،1918 ويعد والتون أحد منتجات الركود الأعظم الذي وقع في الثلاثينيات، وقد تخرج في جامعة ميسوري عام 1940 .



بدأ والتون العمل في مجال التجزئة مع شركة جي سي بيني في ولاية أويوا كمتدرب براتب شهري 85 دولاراً، وقضى في الشركة الفترة ما بين 1938 و1942 . وبعد التحاقه بالجيش وإنهائه للخدمة العسكرية، استغل والتون في عام 1945 مدخراته إلى جانب قرض بقيمة 25،000 دولار لشراء محل بن فرانكلن في نيوبورت بولاية أركانساس، حيث انضم إليه أخوه . وفي عام 1950 عندما رفض مالك العقار الذي استأجر فيه والتون محله تجديد عقد الإيجار، انتقل والتون إلى بيتونفيل بنفس الولاية .



وقد أدار والتون باقتدار محلات بن فرانكلن من عام 1945 إلى عام ،1962 حيث وصل عدد محلاته في عام 1962 إلى تسعة محلات، فقام في هذا العام بالمشاركة في تأسيس أحد محلات التجزئة الذي أصبح فيما بعد أكبر سلاسل التجزئة وأنجحها في الولايات المتحدة الأمريكية؛ وأطلق على هذا المحل اسم "وول مارت" . وترجع قصة افتتاح وول مارت إلى اقتناع سام والتون في هذا الوقت بأن أفضل السبل لتحقيق الرواج في مجال عمله بالتجزئة هو افتتاح محلات التخفيض؛ فقام بدراسة سلسلة المحلات مثل "كيه مارت" ومحلات "زاير"، ثم تقدم بعد ذلك باقتراح إلى إدارة محلات بن فرانكلن لإطلاق محل يعتمد على التخفيضات . وعندما لم تبد الإدارة اهتماماً باقتراحه، قام والتون مع أخيه الأصغر، جيمس، بافتتاح أول محلات وول مارت .



تجنب والتون الدعاية لنفسه، وفضل أن تنصب الدعاية بأكملها على مشروعه الجديد . كما اضطلع والتون بدور مباشر في إدارة جميع محلاته في جميع المستويات . وتبنى مجموعة من المبادئ التي شكلت ثقافة عمل له ولموظفيه . وقد اعتاد سام والتون على الظهور بشكل مفاجئ في محلاته أو عند تحميل البضائع ليتفقد موظفيه وكيفية أدائهم لوظائفهم .



وقد اتبع والتون سياسة جيدة في تلبية طلبات العملاء؛ فحرص على إنشاء محلات وول مارت بالقرب من المخازن التي تحتوي على جميع البضائع، وذلك كي يتمكن من توصيل البضائع إلى الزبائن في نفس اليوم.



وعلى الرغم من عدم استهدافه للأشخاص الذين لا يفضلون كل ما هو رخيص، إلا أنه تمكن من تحقيق نجاح تلو الآخر من خلال استهدافه للطبقات التي تسعى إلى ضغط نفقاتها . بالإضافي إلى ذلك، دأب والتون على الشراء مباشرة من المصنع بدلاً من تجار الجملة، والتزم بسياسة وبرنامج فرضه على نفسه تحت شعار "شراء كل ما هو أمريكي" .



وكانت المحصلة أن بلغ معدل النمو السنوي في محلاته 35% لعقد كامل من الزمن، وهي النسبة التي تمثل ثلاثة أضعاف صناعة التجزئة بشكل عام . فلو فرضنا أن هناك أحد المستثمرين يمتلك 100 سهم في محلات وول مارت بقيمة 1650 دولاراً في عام ،1970 فإن قيمة أسهمه قد تصل إلى 700 ألف دولار بأسعار 1987 لذلك، تمكن سام والتون من تحقيق أرباح كبيرة حتى أصبح من أغنى رجال العالم .



ظلت محلات وول مارت في نمو مستمر حتى وصل عددها في عام 1990 إلى 1000 فرع يعمل فيها أكثر من 150 ألف موظف .



يذكر أن سام والتون لم يقم ببناء إمبراطوريته المتمثلة في محلات وول مارت في شمال أو شرق أو غرب الولايات المتحدة، وهي المناطق المسيطرة سياسياً واقتصادياً على مدى ثلثي القرن العشرين، لكنه ركز في بناء امبراطوريته على الجنوب والوسط الغربي؛ أي أنه ركز نشاطاته على المناطق التي لطالما عانت من تجاهل شديد .



وبعد الشهرة الكبيرة التي تمتعت بها سلاسل محلات وول مارت، قام والتون بافتتاح فروع لها في المراكز الحضرية وأماكن التجمعات السكنية، لاسيما على أطرافها، ثم قام بتغيير سياسته وافتتح مجموعة من المحلات في وسط تلك المراكز وأماكن التجمع .



توفي سام والتون في 5 إبريل 1992 عن عمر ناهز 74 عاماً، مخلفاً وراءه ثروة بلغت قيمتها 23 مليار دولار متمثلة في أسهم محلات وول مارت وحدها . وقبل وفاته في عام ،1992 ألف سام والتون كتاباً أسماه "سام والتون: صنع في أمريكا" . وبعد مرور خمس سنوات على وفاة والتون، حققت سلاسل وول مارت توسعاً كبيراً حتى وصل عدد محلاتها إلى ،2300 ووصلت عائداتها السنوية 8 .104 مليار دولار .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق