الشركة الهولندية شهيرة يعرفها الجميع، بفضل تصنيعها للاختراع الذي بدد
ظلمات الليل بسعر زهيد، وأقصد به المصباح الكهربي. تعود أحداث القصة لعام
1891 حين قام شاب عصامي هولندي بتأسيس شركته الخاصة، اعتمادا على دعم مالي
من والده التاجر الغني، وتنفيذا لفكرة سيطرت على باله، تصنيع اختراع قرأ
عنه وجاء به الأمريكي توماس إديسون، وحمل اسم المصباح الكهربي. كانت أول
خطوة لجيرارد فيليبس هي شراء مصنع قديم في مدينة إيندهوفن وإعادة تأسيسه بشكل يسمح بإنتاج المصابيح الكهربية وغيرها من المنتجات الكهربائية وإطلاق اسم عائلته عليه، فيليبس.
كانت المنافسة شديدة وقتها في مجال تصنيع المصابيح، لكن جيرارد أراد
المنافسة عبر الانتاج على نطاق كبير مما يخفض السعر النهائي للمنتج، وهو ما
أفلح معه، لكن بعد وقت طويل إلى حد ما.
كانت البداية صعبة بلا أرباح، وقاربت الشركة الناشئة على الإفلاس، حتى انضم انطون، الأخ الأصغر لجيرارد، إلى الشركة في عام 1894 كمندوب مبيعات لتنشيط البيع، وبعد مرور فترة قصيرة، بدأ يشارك بأفكار تجارية مفيدة خاصة في مجال التصدير، الأمر الذي زاد كثيرا من مبيعات الشركة حتى بدأت تتأخر عن تلبية طلبات العملاء فاضطرت للتوسع، وكانت البداية بتأسيس شركة تابعة لصناعة المعادن المستخدمة في المصابيح الكهربية، ثم بعدها بفترة وجيزة شركة تابعة أخرى مخصصة لصناعة الزجاج، ثم بعدها بسنوات تأسيس شركة ثالثة لصناعة الإلكترونيات. أهم خطوة ساعدت الشركة كثيرا على النجاح، بشهادة الكثيرين من رواة تاريخ الشركة، كانت تأسيس معمل للأبحاث العلمية والتقنية، على يد جيرارد في عام 1914. هذا المعمل شهد ميلاد الكثير من اختراعات فيليبس الشهيرة.
إذن ساعد الأخ الثاني انطون الشركة في بدايتها لتجاوز عثراتها، لكن الحرب العالمية الأولى ساعدت فيلبس على التوسع أكثر، ذلك أن هذه الحرب جلبت معها كراهية المنتجات الألمانية والمقاطعة الأوروبية لها، فتدخلت فيليبس بسرعة لتستغل هذه الفرصة وتوفر البدائل المناسبة، الأمر الذي أدى لزيادة مبيعاتها. لعبت الظروف لصالح فيليبس، إذ بعدما وضعت الحرب أوزارها جاء اختراع الصمامات الكهربية المفرغة بمثابة مناسبة أخرى أمكن لفيليبس استغلالها، فسارعت لإنتاج هذه الاختراعات الجديدة، واستغلتها في صورة تصنيع أجهزة بث واستقبال إشارات الراديو، وهي مرة أخرى، كانت في وقتها الاختراع العجيب الذي يكتسب شهرة عالمية يوما بعد يوم، ويكتسب كذلك الكثير من طلبات الشراء.
بعدها وجدت الشركة أن عليها التوسع إلى منتجات جديدة، فقدمت ماكينة الحلاقة الكهربية فيليشيف في عام 1939، وما هي إلا أيام حتى اشتعلت الحرب العالمية الثانية وبدأ الألمان يقفون على حدود هولندا مستعدين لغزوها، وقبل الغزو مباشرة فر غالبية أفراد عائلة فيليبس إلى الولايات المتحدة الأمريكية للنجاة بحياتهم، في حين بقي آخرون ليديروا المصانع هناك بعد الاحتلال. لحسن حظ العائلة، تمكنوا قبل الفرار من إغلاق وإخفاء أكثر من مركز أبحاث علمية للشركة عن أعين المحتل الألماني، حتى إذا انتهت الحرب وعادت العائلة من أمريكا، افتتحت هذه المراكز وعادت للعمل، الأمر الذي ساعد على التعافي من هذه الخسارة.
مرة أخرى جاءت الحرب بفوائد علمية، ذلك أن اختراع أجهزة أشعة اكس وأجهزة الرادار كان يعتمد على مكونات تصنعها فيليبس في مصانعها، الأمر الذي ساعد على استمرار عجلة الانتاج دائرة بسرعة عالية. لا يعمل الرادار أو جهاز أشعة اكس بدون شاشة تعرض ما يكتشفه هذا الماسح العجيب، الأمر الذي ساعد على تمهيد الطريق لتصنيع أجهزة التليفزيون بشكل تجاري بداية من العام 1949.
مع زيادة انتشار المواد السمعية والمرئية كثيرا على المستوى العالمي، الأمر الذي أدى لفتح المجال أمام اختراعات جديدة من فيليبس، أهمها شريط الكاسيت الشهير كما نعرفه اليوم والذي لا يزال عدد كبير منا يتذكره، وهو من اختراع شركة فيليبس وجاء في عام 1963، ولأن فيليبس على ما يبدو لم تكن طماعة أو جشعة ساعتها، فإنها وفرت هذا الاختراع بدون الحاجة لدفع مقابل استخدام، الأمر الذي ساعد على انتشاره هذا الانتشار الطاغي.
الطريف أن أشرطة الكاسيت في بدايتها كان الغرض منها تسجيل الاجتماعات الإدارية والمحادثات الصوتية، لكن مع التقدم التقني وتحسن جودة التسجيل والتشغيل، بدأ استخدام هذا الاختراع الرخيص في الموسيقى والأغاني وغيرها. هذا الانتشار شجع فيليبس على دمج جهاز الراديو مع جهاز مسجل الكاسيت في جهاز واحد محمول وكانت هي أول من فعل ذلك. الطريف أن فيليبس أنتجت نسخة مايكرو من الكاسيت، اسمتها ميكرو كاسيت، لكنها لم تنجح مثل الكاسيت التقليدي، وانتهى بها الأمر لاستخدامها في أجهزة الرد الآلي على مكالمات الهواتف.
بعدما أرسلت واستقبلت الصوت وخزنته، تكون الخطوة التالية تسجيل الصورة وعرضها، وهو ما حدث في عام 1972 في انجلترا بإصدار أول مشغل ومسجل فيديو، قبل منافسة سوني بنظامها بيتامكس، ثم منافسة مجموعة في اتش اس والتي اكتسحت السوق. في هذا الوقت، كانت أشرطة الفيديو قصيرة الزمن، وحتى حين تغلبت فيليبس على ذلك بالتسجيل المضاعف على ذات الشريط بما يسمح بتسجيل ضعف المدة الزمنية على ذات الشريط، سارع اليابانيون لتقليدهم وإنتاج شرائط منافسة بسعر أرخص وجودة مماثلة، الأمر الذي جعل فيليبس تستسلم وتنضم لتجمع منتجي نظام في اتش اس وتترك نظامها الذي كانت أول من جاء به.
بسبب أرباحها الوفيرة من بيع منتجات الفيديو، أخرت فيليبس اطلاق اختراعها الجديد، قرص الليزر المدمج الذي يسجل الصوت والصورة بجودة عالية جدا عند مقارنتها بشرائط الفيديو وقتها. احتاج العالم للانتظار حتى مجيء عام 1982 لتعلن فيليبس عن إنتاج مشغل القرص المدمج سي دي بالتعاون مع شركة سوني، هذا القرص المدمج تطور بعدها ليكون دي في دي ثم بلو راي المنتشر اليوم. استمرت توسعات فيليبس فأصبح لها مصانع في العديد من دول العالم، حتى تحولت لتكون الفيل العملاق الذي لا يتحرك إلا من أجل وليمة كبيرة، ولا يستطيع أن ينتج شيئا رخيص الثمن عالي الجودة، الأمر الذي جعل الشركة تركز على المنتجات الغالية المربحة، للمستشفيات والحكومات والمصانع وغيرها.
الطريف أن جيرارد فيليبس أسس في عام 1913 الفريق الكروي الشهير نادي ايندهوفن، ولليوم لا تزال شركة فيليبس من كبار الداعمين الماليين للنادي. المصنع الأساسي الذي شهد بداية الشركة، وبعدما تعرض لأكثر من حريق وتوسعة وإعادة بناء، تحول في هذا العام 2013 ليكون متحف فيليبس، حيث يعرض أهم ما قدمته فيليبس على مر تاريخها. اليوم، يبلغ عدد الاختراعات المسجلة باسم شركة فيليبس أكثر من مائة ألف اختراع، ويعمل في مصانعها ومكاتبها أكثر من 122 ألف موظف في قرابة 60 دولة، ويستعمل منتجاتها الملايين والملايين. قيمة إجمالي أصول فيليبس اليوم تبلغ 50 مليار دولار، بعوائد سنوية إجمالية قدرها 20 مليار دولار.
ربما الغريب في القصة هو أن عائلة فيليبس هاجرت من بولندا واستقرت في هولندا، وأن كارل ماركس يمت بصلة قرابة إلى عائلة فيليبس، وكلاهما من اليهود. جيرارد فيليبس درس في الجامعة على يد العالم كلفن في لندن. أول موظف في فيليبس كان ألمانيًا، وهو رحل بعد عامين مع العمل مع جيرارد. في بدايته، لم تكن هولندا قد وقعت على اتفاقيات براءات الاختراع العالمية، الأمر الذي ساعد فيليبس على التقليد دون قلق. بعد شهر ة كارل ماركس الشيوعية وسفره إلى روسيا، أرسل لقريبه جيرارد فيليبس أمر شراء بمئة وخمسين ألف لمبة لبيعها في روسيا، الأمر الذي ساعد الشركة على الاستمرار والنجاح. في البداية، كانت ساعات العمل اليومية في مصانع فيليبس 10 ساعات يوميا لمدة ستة أيام أسبوعيا، واستمر الحال كذلك حتى عام 1911، وبداية من عام 1912 بدأت فيليبس تخصص 10% من الأرباح لصالح العاملين فيها. أثناء الكساد العالمي من 1929 إلى 1932، اضطرت فيليبس لصرف نصف القوة العاملة لديها.
الشاهد من القصة:
اختراع جديد، يمكنك انتاجه بشكل أفضل وأرخص، يمكن له أن يضعك على طريق نهايته تأسيس شركة عالمية ناجحة تفيد البشرية والإنسانية والعالم.
حين تتاجر في سلعة ما وتكون رابحة باستمرار، ربما كان عليك التفكير في تصنيعها بنفسك.
التصدير أمر حيوي ومهم لضمان استمرار توسع شركتك.
في كل مصيبة فائدة، عليك أن تبحث عنها وتستفيد منها.
الابتكار مهم للغاية، لكن ما لم تنتج هذا الشيء المبتكر بتكلفة مقبولة وجودة عالية وتوفره في الأسواق بسرعة قبل المقلدين المنافسين، فلن تستفيد كثيرا من ابتكاراتك.
لم يتسع الوقت للحديث عن المنتجات الفاشلة لشركة فيليبس، وهي كانت اختراعات لم يقبل عليها الناس بالشراء فتم وقف انتاجها. الفشل شيء ضروري في الحياة، حين تفشل تماما، تقبل الأمر واستفد منه في نجاحات أخرى.
كانت البداية صعبة بلا أرباح، وقاربت الشركة الناشئة على الإفلاس، حتى انضم انطون، الأخ الأصغر لجيرارد، إلى الشركة في عام 1894 كمندوب مبيعات لتنشيط البيع، وبعد مرور فترة قصيرة، بدأ يشارك بأفكار تجارية مفيدة خاصة في مجال التصدير، الأمر الذي زاد كثيرا من مبيعات الشركة حتى بدأت تتأخر عن تلبية طلبات العملاء فاضطرت للتوسع، وكانت البداية بتأسيس شركة تابعة لصناعة المعادن المستخدمة في المصابيح الكهربية، ثم بعدها بفترة وجيزة شركة تابعة أخرى مخصصة لصناعة الزجاج، ثم بعدها بسنوات تأسيس شركة ثالثة لصناعة الإلكترونيات. أهم خطوة ساعدت الشركة كثيرا على النجاح، بشهادة الكثيرين من رواة تاريخ الشركة، كانت تأسيس معمل للأبحاث العلمية والتقنية، على يد جيرارد في عام 1914. هذا المعمل شهد ميلاد الكثير من اختراعات فيليبس الشهيرة.
إذن ساعد الأخ الثاني انطون الشركة في بدايتها لتجاوز عثراتها، لكن الحرب العالمية الأولى ساعدت فيلبس على التوسع أكثر، ذلك أن هذه الحرب جلبت معها كراهية المنتجات الألمانية والمقاطعة الأوروبية لها، فتدخلت فيليبس بسرعة لتستغل هذه الفرصة وتوفر البدائل المناسبة، الأمر الذي أدى لزيادة مبيعاتها. لعبت الظروف لصالح فيليبس، إذ بعدما وضعت الحرب أوزارها جاء اختراع الصمامات الكهربية المفرغة بمثابة مناسبة أخرى أمكن لفيليبس استغلالها، فسارعت لإنتاج هذه الاختراعات الجديدة، واستغلتها في صورة تصنيع أجهزة بث واستقبال إشارات الراديو، وهي مرة أخرى، كانت في وقتها الاختراع العجيب الذي يكتسب شهرة عالمية يوما بعد يوم، ويكتسب كذلك الكثير من طلبات الشراء.
بعدها وجدت الشركة أن عليها التوسع إلى منتجات جديدة، فقدمت ماكينة الحلاقة الكهربية فيليشيف في عام 1939، وما هي إلا أيام حتى اشتعلت الحرب العالمية الثانية وبدأ الألمان يقفون على حدود هولندا مستعدين لغزوها، وقبل الغزو مباشرة فر غالبية أفراد عائلة فيليبس إلى الولايات المتحدة الأمريكية للنجاة بحياتهم، في حين بقي آخرون ليديروا المصانع هناك بعد الاحتلال. لحسن حظ العائلة، تمكنوا قبل الفرار من إغلاق وإخفاء أكثر من مركز أبحاث علمية للشركة عن أعين المحتل الألماني، حتى إذا انتهت الحرب وعادت العائلة من أمريكا، افتتحت هذه المراكز وعادت للعمل، الأمر الذي ساعد على التعافي من هذه الخسارة.
مرة أخرى جاءت الحرب بفوائد علمية، ذلك أن اختراع أجهزة أشعة اكس وأجهزة الرادار كان يعتمد على مكونات تصنعها فيليبس في مصانعها، الأمر الذي ساعد على استمرار عجلة الانتاج دائرة بسرعة عالية. لا يعمل الرادار أو جهاز أشعة اكس بدون شاشة تعرض ما يكتشفه هذا الماسح العجيب، الأمر الذي ساعد على تمهيد الطريق لتصنيع أجهزة التليفزيون بشكل تجاري بداية من العام 1949.
مع زيادة انتشار المواد السمعية والمرئية كثيرا على المستوى العالمي، الأمر الذي أدى لفتح المجال أمام اختراعات جديدة من فيليبس، أهمها شريط الكاسيت الشهير كما نعرفه اليوم والذي لا يزال عدد كبير منا يتذكره، وهو من اختراع شركة فيليبس وجاء في عام 1963، ولأن فيليبس على ما يبدو لم تكن طماعة أو جشعة ساعتها، فإنها وفرت هذا الاختراع بدون الحاجة لدفع مقابل استخدام، الأمر الذي ساعد على انتشاره هذا الانتشار الطاغي.
الطريف أن أشرطة الكاسيت في بدايتها كان الغرض منها تسجيل الاجتماعات الإدارية والمحادثات الصوتية، لكن مع التقدم التقني وتحسن جودة التسجيل والتشغيل، بدأ استخدام هذا الاختراع الرخيص في الموسيقى والأغاني وغيرها. هذا الانتشار شجع فيليبس على دمج جهاز الراديو مع جهاز مسجل الكاسيت في جهاز واحد محمول وكانت هي أول من فعل ذلك. الطريف أن فيليبس أنتجت نسخة مايكرو من الكاسيت، اسمتها ميكرو كاسيت، لكنها لم تنجح مثل الكاسيت التقليدي، وانتهى بها الأمر لاستخدامها في أجهزة الرد الآلي على مكالمات الهواتف.
بعدما أرسلت واستقبلت الصوت وخزنته، تكون الخطوة التالية تسجيل الصورة وعرضها، وهو ما حدث في عام 1972 في انجلترا بإصدار أول مشغل ومسجل فيديو، قبل منافسة سوني بنظامها بيتامكس، ثم منافسة مجموعة في اتش اس والتي اكتسحت السوق. في هذا الوقت، كانت أشرطة الفيديو قصيرة الزمن، وحتى حين تغلبت فيليبس على ذلك بالتسجيل المضاعف على ذات الشريط بما يسمح بتسجيل ضعف المدة الزمنية على ذات الشريط، سارع اليابانيون لتقليدهم وإنتاج شرائط منافسة بسعر أرخص وجودة مماثلة، الأمر الذي جعل فيليبس تستسلم وتنضم لتجمع منتجي نظام في اتش اس وتترك نظامها الذي كانت أول من جاء به.
بسبب أرباحها الوفيرة من بيع منتجات الفيديو، أخرت فيليبس اطلاق اختراعها الجديد، قرص الليزر المدمج الذي يسجل الصوت والصورة بجودة عالية جدا عند مقارنتها بشرائط الفيديو وقتها. احتاج العالم للانتظار حتى مجيء عام 1982 لتعلن فيليبس عن إنتاج مشغل القرص المدمج سي دي بالتعاون مع شركة سوني، هذا القرص المدمج تطور بعدها ليكون دي في دي ثم بلو راي المنتشر اليوم. استمرت توسعات فيليبس فأصبح لها مصانع في العديد من دول العالم، حتى تحولت لتكون الفيل العملاق الذي لا يتحرك إلا من أجل وليمة كبيرة، ولا يستطيع أن ينتج شيئا رخيص الثمن عالي الجودة، الأمر الذي جعل الشركة تركز على المنتجات الغالية المربحة، للمستشفيات والحكومات والمصانع وغيرها.
الطريف أن جيرارد فيليبس أسس في عام 1913 الفريق الكروي الشهير نادي ايندهوفن، ولليوم لا تزال شركة فيليبس من كبار الداعمين الماليين للنادي. المصنع الأساسي الذي شهد بداية الشركة، وبعدما تعرض لأكثر من حريق وتوسعة وإعادة بناء، تحول في هذا العام 2013 ليكون متحف فيليبس، حيث يعرض أهم ما قدمته فيليبس على مر تاريخها. اليوم، يبلغ عدد الاختراعات المسجلة باسم شركة فيليبس أكثر من مائة ألف اختراع، ويعمل في مصانعها ومكاتبها أكثر من 122 ألف موظف في قرابة 60 دولة، ويستعمل منتجاتها الملايين والملايين. قيمة إجمالي أصول فيليبس اليوم تبلغ 50 مليار دولار، بعوائد سنوية إجمالية قدرها 20 مليار دولار.
ربما الغريب في القصة هو أن عائلة فيليبس هاجرت من بولندا واستقرت في هولندا، وأن كارل ماركس يمت بصلة قرابة إلى عائلة فيليبس، وكلاهما من اليهود. جيرارد فيليبس درس في الجامعة على يد العالم كلفن في لندن. أول موظف في فيليبس كان ألمانيًا، وهو رحل بعد عامين مع العمل مع جيرارد. في بدايته، لم تكن هولندا قد وقعت على اتفاقيات براءات الاختراع العالمية، الأمر الذي ساعد فيليبس على التقليد دون قلق. بعد شهر ة كارل ماركس الشيوعية وسفره إلى روسيا، أرسل لقريبه جيرارد فيليبس أمر شراء بمئة وخمسين ألف لمبة لبيعها في روسيا، الأمر الذي ساعد الشركة على الاستمرار والنجاح. في البداية، كانت ساعات العمل اليومية في مصانع فيليبس 10 ساعات يوميا لمدة ستة أيام أسبوعيا، واستمر الحال كذلك حتى عام 1911، وبداية من عام 1912 بدأت فيليبس تخصص 10% من الأرباح لصالح العاملين فيها. أثناء الكساد العالمي من 1929 إلى 1932، اضطرت فيليبس لصرف نصف القوة العاملة لديها.
الشاهد من القصة:
اختراع جديد، يمكنك انتاجه بشكل أفضل وأرخص، يمكن له أن يضعك على طريق نهايته تأسيس شركة عالمية ناجحة تفيد البشرية والإنسانية والعالم.
حين تتاجر في سلعة ما وتكون رابحة باستمرار، ربما كان عليك التفكير في تصنيعها بنفسك.
التصدير أمر حيوي ومهم لضمان استمرار توسع شركتك.
في كل مصيبة فائدة، عليك أن تبحث عنها وتستفيد منها.
الابتكار مهم للغاية، لكن ما لم تنتج هذا الشيء المبتكر بتكلفة مقبولة وجودة عالية وتوفره في الأسواق بسرعة قبل المقلدين المنافسين، فلن تستفيد كثيرا من ابتكاراتك.
لم يتسع الوقت للحديث عن المنتجات الفاشلة لشركة فيليبس، وهي كانت اختراعات لم يقبل عليها الناس بالشراء فتم وقف انتاجها. الفشل شيء ضروري في الحياة، حين تفشل تماما، تقبل الأمر واستفد منه في نجاحات أخرى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق